النور الخالد – محمد صلى الله عليه وسلم – مفخرة الإنسانية

النور الخالد – محمد صلى الله عليه وسلم – مفخرة الإنسانية

جولة مباركة في آفاق السيرة الشريفة، تحت نظر القلب، وبمعية الروح والوجدان، إنه يتتبع
النور المحمدي الخالد ويمضي معه في اختراقه سدف الظلام، وتدفقه في شعاب التاريخ والإنسان.
فالسيرة عند مؤلف الكتاب حضور دائم لا يغيب، يعايش أحداثها المباركة في فكره
ووجدانه، ويمتلئ بها حسه وشعوره، إنها نبض القلب وخفق الجنان، إنها تشكل عقله وتنظم
فكره، فتنعكس عنه سلوكا محمدي البصمة، وسننًا يحرص على أن يشكل منها واقعه وواقع
الناس.
وسيرى قارئ هذا الكتاب كيف أَكثـر المؤلف من الوقوف عند المنعطفات الكبرى في
السيرة وكيف زاد من تأملاته في أحداثها الخطيرة، وأشبعها فحصا ودراسة، واستخلص منها
العبر والعظات، واستنبط الدروس ورتَّب المهم لحياتنا الحاضرة وما هو أكثر أهمية، وما هو ملح
وأكثر إلحاحا، وأشار إلى التوافق بين سنته الكونية، وكيف أكدت السنة على الحيطة والحذر
والأخذ بالأسباب في صغير الأمور وكبيرها، وكيف جاءت السيرة موافقة لها، فالنجاح -كما
تؤكد السنة- لمن يعقل ويتوكل لا بمن يتوكل ولا يعقل.
كل هذه الأمور سيجدها القارئ في هذا الكتاب مؤطرة بِإطار روحي عال، وبعقلانية
موزونة لا إفراط فيها ولا تفريط.