إننا نحن المؤمنين أمام واجب مقدس وهو أن نكون وسيلةً لحب
االله وتحبيبه إلى الآخرين، وتنوير القلوب بنور الإيمان، وإن الاشتغال بهذا
الواجب ودعمه لهو سباق في عمل الخير، فمن استطاع أن يُكمل
السباق في هذه الحلبة ِ فهو من أعظم الناس فضلا وخيرا.
إننا نعيش في هذه الدنيا حياة مجيئُنا إليها ليس بإرادتنا، وخروجنا
منها وفراقُنا لها ليس بإرادتنا أيضا، إلا أننا يمكننا أن نحّول هذه الحياة إلى
حياة يرضى بها االله عنا، وهذا يتأتّى بدايةً باستيعاب أركان الإيمان ومزجها
بأرواحنا، وتحويل أفئدتنا بالمعرفة الإلهية إلى أقراص من العسل، والوصول
بعد ذلك بالمسائل الإيمانية عن طريق العبادة إلى درجة عين اليقين، وبلوغ
مقام ِ الإحسان، وتحويل أُسس الأخلاق الحسنة إلى ملكات تندرج في
ماهيّتنا، وفي النهاية نقل هذه المزايا التي حصلناها إلى الآخرين، وتنوير كل
مكان وزمان وإنسان وكل مجالات الحياة بأنوار الإيمان.
نعم هذه هي الاستقامة المنشودة، وإلا فَـزلَّـةُ العـالِـم زلَّـةُ العـالَـم.