إن الواقع يخبرنا بأن الفتوحات لم تعد كما كانت في السابق،
فليست هي اليوم بتوشح السيف وامتطاء متون الجياد الصافنات، ولا
هي باتزار الخناجر وسن النبال الثاقبات؛ وإنما الفتح الحقيقي المواكب
لعصرنا اليوم هو: الوصول إلى قلوب الناس بالقرآن في يد، وبالمنطق في
اليد الأخرى.
وهكذا فإن الحاملين لهذا اللواء يبثُّون الواردات النورانيّة التي وهبهم
االله تعالى إيّاها في سبيل فتح القلوب معنى وروحا، ويسكبونها في تلك
العقول الفارغة فيعمُر ونها بها ويجددون لها أمر دينها، ويدفعون عنها زبَد
التقليد والتشويش والتشكيك، ويُعيدونها إلى أصالتِها روحيًّا ومعنويًّا.