إن هذا الكتاب بمثابة دورة تأهيليّة للآباء والأمهات عمومًا،
وللمْقبِلين على الزواج خصوصًا، فهو يعلّمهم كيف يلذلون هذه
البَذرة التربوية المفقودة، ثم كيف يسقونها من كوثر القيم والكمالات
المنشودة، إلى أن تُصبِح شجرةً وارفَةَ الظلال مورقة، ثم كيف يُقلُّمونها
بالإرشادات والتوجيهات، إلى أن تُعطي الثمرةَ المرجوة منها، فالتربيةُ
نظريّةٌ متكاملةٌ لها أبعادها وأركانها ونتائجها وثمارها، وَمن ينشد الثمرةَ
في ذريته وأولاده فليضع البذرة في مكانها الصحيح، ثمّ ليتعهدها
بالسقاية والرعاية إلى أن تشق الأرض، فتنبت، فتورق، فتثمر…
وبذلك يتحقق معنى التربية “من البذرة إلى الثمرة”.