قراءة في ميزان الحق والعدل والمسؤولية
يأتي كتاب «الموازين» ليقدّم للإنسان المعاصر دعوةً واعيةً إلى
الاعتدال والتوازن في زمنٍ اختلّت فيه المعايير واضطربت فيه الموازين الفكرية والأخلاقية والاجتماعية.
إنه كتاب يُعيد عرض القضايا الكبرى على ميزان الحق، ويزن الأفكار والمواقف والسلوكيات بميزانٍ ربّانيٍّ
يقوم على الحكمة والعدل والبصيرة.
لا يكتفي هذا العمل بتشخيص مظاهر الخلل، بل يسعى إلى إعادة بناء الوعي على أسسٍ متوازنة،
تحفظ للإنسان إنسانيته، وللمجتمع تماسكه، وللقيم مكانتها.
ينطلق «الموازين» من رؤيةٍ شمولية ترى أن الانحراف لا يبدأ دائمًا بالرفض الصريح،
بل كثيرًا ما يبدأ بـفقدان الميزان: ميزان الفهم، وميزان الحكم، وميزان التعامل مع النفس والآخرين.
ويعالج الكتاب القضايا العقدية والفكرية والسلوكية بمنهجٍ يجمع بين النصّ الشرعي، والعقل المنضبط، والواقع المعاش
في توازنٍ دقيق لا إفراط فيه ولا تفريط.
يؤكد الكتاب أن الفكر إذا انفصل عن الميزان انقلب إلى جدلٍ عقيم،
وأن الحركة إذا فقدت الميزان تحوّلت إلى اندفاعٍ مدمّر.
ومن هنا تبرز قيمة الوسطية الواعية التي لا تعني التنازل عن المبادئ،
بل الالتزام بالحق مع حفظ الحكمة، والثبات على القيم مع مراعاة السنن الإلهية والواقع الإنساني.
يولي «الموازين» اهتمامًا خاصًا بالأخلاق بوصفها الترجمة العملية للميزان؛
فالعدل، والإنصاف، والتواضع، وتحمل المسؤولية؛ كلها قيم لا تستقيم إلا بوجود ميزانٍ دقيق يضبط السلوك والمواقف.
كما يتناول أثر فقدان الميزان في العلاقات الاجتماعية، وفي العمل الجماعي، وفي فهم مفهوم الخدمة والالتزام تجاه الإنسان والإنسانية.
هذا الكتاب موجّه إلى الباحثين عن فهم متوازن للدين والحياة،
والعاملين في ميادين الفكر والدعوة والخدمة، وكل من يريد أن يزن مواقفه وأفكاره بميزانٍ يقربه من الحق لا من الهوى.
«الموازين» ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو دعوة لإعادة وزن الحياة وضبط البوصلة والسير على طريق الحق بثباتٍ وحكمة.