التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح

التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح

إن فضيلة الأستاذ بكيانه كله، وبوجوده بأجمعه، روح عظيم
فياض بالمعارف الإلهية، لقد ذهب بعيدًا وبعيدًا جدًّا في ارتقاءاته
الروحية، إلا أنه لم يـَنس لحظةً واحدةً أنه صاحب قلم مسؤول عن
إيمان أمة، وعن حياتها الروحية والحضارية، فما ابتعد إلاّ اقترب،
وما غاب إلا حضر، وما ارتقى إلا ليرتقي بأمته، وما عرف إلاّ
ليعرف أمّتَه، فهو دائم الروح بين االله تعالى وبين خلقه، بين سمائه
وأرضه، بين عروج وهبوط، وهبوط وعروج، لكنه مع الأمة دومًا
في أوجاعها ومعاناتها.
والصوفي الحق قرآني الروح، سني السلوك، فلا عروج ولا
ارتقاء إلا فيهما ومنهما، فإذكاء نار العداء بين الذين يسمون
أهل الشريعة وأهل الحقيقة أجّج في السابق ويؤجج اليوم صراعات
خطيرة بين المسلمين، وهو وَهْم يجب الانتباه إليه.