العبقرية النورسية أكبر من أن تُحَدَّ، وفكره القرآني أوسع
من أن يحصره وزن، ومواهبه أكثر من أن تُعَدُّ، وقواه أغزر من
أن تنضب.
فهذه السيرة لمحات خاطفة لمأساوية حياته، مع إشارات
لمجمل أفكاره، ومعظم سوانحه. وكاتب سيرته الأستاذ الفاضل
“إحسان قاسم” ومترجم أعماله الفكرية إلى العربية قد سلك
سلوكًا مبتكرًا في كتابة سيرته، حيث سجل قصة حياته كما
كان يقصها على تلامذته ومريديه، وتابعه في كل منعطفات
حياته كما حدث عنها، وسجلها بنفسه، أو أملاها على
تلامذته، وكأن “النورسي” هو كاتب سيرته وليس للكاتب
سوى التسجيل والتنسيق والتعليق.