إنّ هذا الكتاب النفيس الذي لم نقرأ مثيلًا لـه يرسم
خارطة دقيقة وتفصيلية للكيفية التي يمكن بها إقامة هذا الصرح
العتيد من وهدته. إنه يجوب القلب البشري ويأتي بلبنات البناء
من مقالعه، ويجوس خلال الروح ويعود بفلذاتها لتكون الحجر
الأساس فيه، ولكي يعلو شامخًا بحيث يراه العالم كله من أي
جهة نظر إليه، ويجد في ظله الأمن والأمان. وخير من يقوم
بهذه المهمة الإيمانية الحضارية هو جيل الطهر والإيمان الذي لم
تتلوث روحه، ولم يتنجس قلبه.
والكتاب طافح بالأمل في مستقبل قيام هذا الصرح،
وهو حين يقوم فسيكون أعجوبة من أعاجيب هذا العصر،
يعلو على كل صرح ويسمق فوق كل حضارات القلب والروح
في الماضي والحاضر.